العدل تلك الكلمة التي دائما ماتعودنا ان نسمعها عند مشاهدة التلفاز وعندما نتصفح الجرائد اليومية وتلك الكلمة ايضا كانت مبرر لحروب كثيرة بالعالم وذلك عندما اصحاب النفوز والقوة بالعالم يعتبرون انهم ملائكة الله في الارض فيسعون دائما لخلق الفتن بهدف التدخل واقامة العدل نعم انها كلمة ولكن ماتحمله من معنى اكبر بكثير من حجم بساطة نطقها وكثرة تداولها بين الناس.
عند بدايات الانسان كان لابد له من وضع قوانين او اعراف يتم من خلالها العيش هو والبقية في توافق حتى وان كان ليس هناك شئ يربطهم سوى ارض , وان كان ذلك كله اتى نابعا من فردية وفطرة وحرية ليست مطلقة ولكن ليست مضبوطة .
وبعد ذلك نشأة صراعات نتيجة تمرد وظهور تطورات فسيولوجية جديدة , تعقدة الامور واصبح لابد من قوانين تنظم وتحقق مصالح الافراد في الجماعة وهي ما نسميه الان تحقيق العدل بفرضية ان تلك القوانين هي العدل في ذاته ولكن انا اختلف تماما معهم القوانين تضبط ولكن لا نستطيع ان نقول انها تحقق العدل وان كان كل الناس مجمعين على تلك القوانين و كان مصدرها الشعب وهذا من المستحيل ان يجتمع راي شعب كامل على قانون واحد , اذا نحن الان نعاني من ان هناك اقلية قد تجبر ويفرض عليها القانون لان راي الاغلبية من الشعب هو الموافقة عليه وهنا يسقط العدل .
قد تكون اقامة العدل بهذه الطريقة مثالية وغير واقعية ويمكن ان نقول انها اقرب الي المستحيل ولكن ليست مستحيل وهنا يجب ان نعلم ان العدل احيانا لا ناخذه من المحاكم ولا من اقسام الشرطة ولا حتى داخل اسرتنا ولا اي جهة كانت , لان تلك القوانين هي من صنع الانسان ولا تنفذ الا اذا تحققت متطلبات وشروط القانون وفي ذلك يلعب الانسان ويخرج الظالم غير ظالم والقاتل غير قاتل كلها بالقوانين والدساتير التي نضعها وندعي بها العدل .
لا نستطيع ان نجزم اننا نطبق العدل في علاقاتنا وحتى مع انفسنا لذلك لانستطيع ان نطلق على انفسنا اننا نطبق العدل, لا ادرى ظننت قبل ان اكتب هذا المقال انني اعرف العدل ,لكن ما امر به الان يقول عكس ذلك تعقد على المفهوم واصبح اكثر نرجسية في ذهني حتى انني اؤمن الان ان لا عدل يصنعه الانسان .