4aec0ea84f 1589 551653705

السودان به اكثر من 100 لغة تتفرع منها اكثر من 500 لهجة محلية واكثر من 400 قبيلة نعم لوهلة تظن انها افريقيا مصغرة , ما يجمعهم هي اللغة العربية والتي تمثل لغة الدولة الرسمية التي يتحدث بها سكان الوسط اما في الاطراف فتكون ركيكة ولكن تظل الجامع بين السنهم وحلقة الوصل بينهم .

ذلك الاختلاف الكبير في الالسن هو دون ادني شك يمثل ثروة وارث حضارة جذورها راكزة ولكن ان نظرنا من جانب اخر نجد ان ذلك التنوع الافريقي المصغر لم ياتي من فراغ لولا ان هذه الارض تحتضن وتستقبل كل من ياتي اليها جائع او خائف وتوفر له الامان وتتمازج معه.

كل تلك البيئة الجاذبة التي جعلت منه قبلة افريقيا في زمان قديم ايضا استفزت الشعوب العربية وان اختلفت الدوافع التي من اجلها اتوا الي السودان حيث كانوا يروا في السودان بوابة الي افريقيا وللتواصل مع الشعوب الافريقية , كل ذلك اثر في تركيبة انسان السودان اليوم وفي هويته التي رغم السلام بين معظم القبائل وحدود الدولة الواحدة الي ان الهوية غير موحدة ويلغبها القبلية , وكل منا يرى السودان باعين قبيلته وعشرته وتغيب عنا النظرة باعين السودان.

نحن الان دولة نامية لديها موارد بشرية كبيرة واراضي انسيابية ومسطحة وصالحة للزراعة ومعادن وكلها بكميات استراتيجية لماذا اذا نحن دولة نامية ؟, نعم الان لدينا من الحروب ما تكفي ان تدمر كل تلك الموارد وان تحرق معها الاخضر واليابس وافتكر تلك الحروب سببها واحد اننا لم نتعلم ان نعيش مع بعض في سلام مع اختلاف المسبب لعدم السلام .

ما نبحث عنه الان في هذا القطر الجميل الافريقي العربي الاسلامي وغيرها من الاوصاف التي يتصف بها الشعب هو اعمق من ان نجد ضالتنا في الهوية التي لن تاتي بالمباحثات والاتفاقات والعقود بل بالحرية والتي لا تاتي الا اذا اسسنا سلام في انفسنا ان نتقبل الاخر ونضع ايدينا مع بعض ونعمل بجد واجتهاد الي ان تتراكم الاجيال ويصبح تاريخه وحاضره هوية يبني عليها ما يريد في المستقبل .

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *