مفهوم تكوين اي دولة نجد ان الاسرة هي اساس تكوينها واذا رجعنا الي تكوين الاسرة نجد انها عقد بين طرفين تنازل بالتراضي كل منهما عن قيم او ممارسات من اجل قيمة عليا وهي البقاء والاستمرارية والحفاظ على النوع .

ذلك الكيان الصغير يظل في ازدياد وفي تشعب مستمر وتصبح هناك حوجة الي تكوين العشيرة اوالقبلية والتي هي ايضا تتم عبر عقد يتم من خلاله تنازل اهلها عن حرياتهم مقابل قيم عليا ايا كانت ويظل ذلك الي ان نصل الي الدولة بشكلها وكيانها الان , كل ذلك قد يدل على ان الدولة والمجتمع هما صورتان لعملة واحدة وان الدولة تستمد شرعيتها من المجتمع التي من خلالها تحقق وتشبع رغباته وفق ذلك العقد .

العقد اساسا ينبني على الحقوق والواجبات وقد ياخد اشكال ومسميات مختلفة ولكن يبقى في الاخر تمثيل للشعب وارادته , ولكن الان نجد ان هناك تباين واختلاف كبير في مفهوم الدولة حيث اصبحت الدول لاتمثل الشعوب نتيجة لان الساسة او من يمثلوا المجتمعات قد اثرت عليهم دائرة النفس البشرية و تناسوا اوغاب عنهم ذلك المفهوم .

وحتي ان تم تكوين الدولة وفق عقد صحيح وبدا الناس في التغير وفق المكان والزمان نجد ان العقد ايضا يجب ان يتغير لان الواقع الذي تأسس فيه ذلك العقد قد انتهى صلاحيته واصبح لا يلائم واقع وحياة الناس في الوقت الحالي , وذلك يكفل ويحفظ حقوق الاجيال القادمة لكي لا تعيشوا واقع ليس بواقعهم .

ذلك العقد يمكن ان يكون هو الميثاق الذي تبدا منه ادارة الدولة اذا اسقطنا مفهوم العقد الاجتماعي على الدولة كل ذلك من اجل ان نجعل الارض افضل مكان نعيش فيه لاننا خلقنا فيه وننتمي اليه .

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *