هناك مشكلة كبيرة يقع فيها معظمنا وهي حمل افكار ونظريات ليس لها علاقة بواقعنا ومحاولة تنفيذها كما هي وذلك لايماننا بها بل الاخطر هي ان تكون هناك فكرة متشعبة يسعي كل طرف فيها ان يسيطر فتضيع الفكرة وتصبح الفكرة الاساسية هي السلطة .
واكثر البلدان التي تتفشى فيها تلك الازمات هي شعوب البلدان العربية لما تعانيه على امتداد اعوام مضت من الكبت والانظمة السياسية المستبدة لشعوبها وقتل الافكار ولا زالت مستمرة وفي نفس الوقت نرى ان هناك لوحات مرسومة وملونة تمثل واقع وتجارب دول اخرى نجحت وازدهرت .
نتيجة للكبت الداخلي اصبحنا ننفتح خارجيا وننبهر بما يفعله العالم وتتكون عندنا احلام وردية واصبحنا نتخيل لبلداننا احدى تلك اللوحات الجميلة ونحن لانعرف شكل لوحاتنا فتولدت فجوة تحول بيننا وين الواقع اليومي الذي نعيشه .
اصبح الوضع اكثر تعقيدا مما زاد الصراع الفكري نتيجة لتلقي تلك الافكار بلاوعي .
ونسينا ان اهم شئ في التغير هو النظر في الداخل قبل الخارج وذلك لادراك مشاكلنا والتفاعل معها في ذات الواقع وفق ممكناته ومعطياته ولايعني ذلك اننا نتجاهل ونغض البصر عن مايحدث حولنا بل يجب فهم واستخلاص ما يفيدنا ويجب ان نتذكر اننا يجب ان نتصالح ونتعايش وفق مبادي الحرية واحترام التنوع والاخر واذا اردنا ان نجد حلول لمشاكلنا يجب ان ندع الافكار تتدافع من غير نزاع والعقول تفكر كما تشاء
